ماجستير صحافة متعددة المنصّات: بوابة لتكوين الصحفي الشامل في تونس

انطلق العمل بالماجستير المهني “صحافة متعددة المنصات” في تونس منذ سنة 2015 في إطار شراكة تونسية-أوروبية بين جامعات منوبة وصفاقس وسوسة من جهة وجامعات من ايطاليا واسبانيا وفنلندا. يهدف هذا الاختصاص الجديد إلى مواكبة التطور التكنولوجي الذي يشهده العالم ومجال الصحافة خاصة، حيث يتم ضمن هذا الماجستير المهني تدريس اختصاصات صحافية مختلفة مثل الصحافة المرئية والإذاعية والإلكترونية والمكتوبة. كما يتم تدريس اختصاصات مستحدثة كصحافة البيانات وصحافة الموبايل والسرديات الحديثة. الهدف من هذا الماجستير هو تكوين "صحفي شامل" يتقن كل هذه الاختصاصات حسب ما صرّح لنا الأستاذ الجامعي وليد حيوني وهو المشرف التنفيذي على هذا الاختصاص في معهد الصحافة وعلوم الإخبار بمنوبة.

ماجستير جاذب للطلبة

منذ انطلاق العمل في ماجستير صحافة متعددة المنصّات في معهد الصحافة وعلوم الأخبار بمنوبة شهد عدد طلبات التسجيل تطورا مطردا ولكن متباينا حسب الأعوام. حيث شهدت السنة الدراسية 2017-2018 و2019-2020 ورود 185 طلب تسجيل عند فتح باب الترشح في شهر جويلية مقابل 76 طلب في السنة الدراسية الحالية 2021-2022. وعند سؤال إدارة المعهد عن سبب هذا الانخفاض، أعلمونا أنه إنخفاض عام شهدته كل اختصاصات الماجستير في المعهد.

يتميز هذا الماجستير كذلك بجاذبيته لاختصاصات مختلفة بعيدة كل البعد عن مجالي الصحافة و الاتصال، حيث أن عديد الطلبة من أصحاب الأستاذيات والإجازات في اختصاصات مثل اللغات و الإعلامية و حتى الرياضة يستهويهم هذا الماجستير وتم قبولهم طوال هذه السنوات.

ماجستير مستجد لكن لا يلبي حاجيات سوق الشغل في تونس

في حديثه معانا حول آفاق هذا الماجستير في تونس أكد لنا الأستاذ وليد حيوني أن سوق الشغل في المجال الصحفي في تونس لا يمكن أن يستوعب خرّجي هذا الماجستير لأن وسائل الإعلام لا تزال تعمل بوسائل تقليدية وتخوض تجربة الصحافة الكلاسيكية على الإنترنت ولم تواكب التطور الذي يشهده المجال الإعلامي حيث لا توجد إلا بضع منصات في تونس هي من تستعمل السرديات الصحفية الجديدة كصحافة البيانات وصحافة الموبايل وغيرها. ويضيف محدثنا أن "هذا الماجستير متقدّم جدا مقارنة بسوق الشغل في تونس".

نقائص متعددة ورغبة واضحة للإصلاح

عند حديثنا مع مجوعة من طلبة السنة أولى صحافة متعددة المنصّات في معهد الصحافة وعلوم الأخبار بمنوبة تحدثوا لنا عن أسباب توجههم لهذا الماجستير المستجد كذلك النقائص التي لاحظوها وأهم توصياتهم لإصلاح الماجستير. تجدونا في الفيديو المصاحب عينة من حوارنا مع الطلبة

لم يخفي السيد وليد حيوني وجود صعوبات ونقائص في ماجستير صحافة متعددة المنصات. منها نقائص لوجيستية في ظل عدم توفر المعدات اللازمة لطلبة "الكروس ميديا" مثل الكاميرات و الحواسيب الحديثة كذلك اتصال ضعيف بشبكة الإنترنت ما يصعب العمل على الطلبة ضمن ورشات العمل. كذلك مشكلة أساتذة الإختصاص حيث أن أغلب المواد التي يتم تدريسها في هذا الماجستير هي مجالات حديثة ويصعب في أغلب الأحيان إيجاد أساتذة مختصة من داخل المعهد لتقديم الدروس فيتم الاستعانة بأساتذة عرضيين أو خبراء من خارج المعهد. الحل حسب محدثنا يكمن في تكوين نواة صلبة من الأساتذة المختصين من داخل معهد الصحافة عبر دورات تكوينية في تونس أو خارجها في إطار انفتاح معهد الصحافة على شراكات خارجية. وأخيرا، تدني مستوى الطلبة المسجلين بهذا الماجستير مما يؤثر بالطبع على جودة مخرجات الماجستير لذلك تم إضافة اختبار كتابي مع الاختبار الشفوي لمزيد غربلة طلبات التسجيل وبالتالي الحصول على جودة أفضل لدى الأجيال الجديدة من طلبة الماجستير صحافة متعددة المنصّات. يقول أستاذ حيوني بهذا الصدد "لاحظنا ان النسبة الأكبر من المتخرجين من هذا الماجستير مستواهم ضعيف ومتوسط بالتالي أضفنا الاختبار الكتابي كخطوة أولى من أجل الترفيع من مستوى الطلبة المقبولين"

الحوار الكامل مع الأستاذ وليد حيوني

أحمد بوالأعراس